فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وروي عن أبي بكر الصديق. رضي الله عنه. أنه قال: لا أفادي. وإن طلبوا بمدين من ذهب. وذكر عن أبي بكر. أنه كتب إليه في أسير. التمسوا منه الفداء.
فقال: اقتلوه. لأن أقتل رجلًا من المشركين أحب إليَّ من كذا وكذا.
قال أبو الليث: وقد كره بعض الناس قتل الأسير. واحتج بظاهر هذه الآية {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء} وقال أَصْحَابُنَا: لا بأس بقتله. بالخبر الذي روي عن أبي بكر رضي الله عنهم.
وروي عن ابن جريج. وغيره من أهل التفسير. أن هذه الآية منسوخة بقوله: {فَإِذَا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ واحصروهم واقعدوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصلاة وَءاتَوُاْ الزكواة فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 5]. وقد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ابن خطل يوم فتح مكة. بعدما وقع في منعة المسلمين. فهو كالأسير. وأما الفداء: فإن فادوا بأسير من المسلمين. فلا بأس به.
كما قال إبراهيم النخعي: إن شاء فادى بالأسير. وإن أراد أن يفتدى بمال. لا يجوز إلا عند الضرورة. لأن في رد الأسير إلى دار الحرب. قوة لهم في الحرب.
فكره ذلك. كما يكره أن يحمل إليهم السلاح.
للبيع.
ثم قال: {حتى تَضَعَ الحرب} روي عن ابن عباس. أنه قال: حتى تترك الكفار إشراكها. ويوحدوا الرب تبارك وتعالى. حتى لا يبقى إلا مسلم يعني: في ذمة المسلمين. الذين يعطون الجزية. وعن سعيد بن جبير قال: {فِدَاء حتى تَضَعَ الحرب أَوْزَارَهَا} قال خروج عيسى عليه السلام. يكسر الصليب. فيلقى الذئب الغنم. فلا يأخذها. ولا تكون عداوة بين اثنين. وهكذا قال مجاهد. وقال مقاتل {حتى تَضَعَ الحرب أَوْزَارَهَا} يعني: في مكان يقاتل سَمَّاهُم حربًا.
وقال القتبي: حتى تضع الحرب. يعني: حتى يضع أهل الحرب السلاح.
ثم قال عز وجل: {ذلك} يعني: افعلوا ذلك. ثم استأنف فقال: {ولويَشَاء اللَّهُ لأنتَصَرَ مِنْهُمْ} بغير قتال. يعني: يهلكهم {ولكن لّيَبْلُوبَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ} يعني: لم يهلكهم. لكي يختبرهم بالقتال. حتى يتبين فضلهم. ويستوجبوا الثواب.
ثم قال: {والذين قُتِلُواْ في سَبِيلِ الله} يعني: جاهدوا عدوهم في طاعة الله تعالى.
{فَلَن يُضِلَّ أعمالهم} يعني: لن يبطل ثواب أعمالهم.
قرأ أبو عمرو (قُتِلُوا) بضم القاف بغير ألف. وهكذا روي عن عاصم في إحدى الروايتين. يعني: الذين قتلوا يوم أحد. ويوم بدر وفي سائر الحروب.
وقرأ الباقون {والذين قَاتِلُواْ في سَبِيلِ الله} بالنصب. يعني: جاهدوا الكفار وحاربوهم.
ثم قال: {سَيَهْدِيهِمْ} يعني: يجنبهم من أهوال الآخرة.
ويقال: سيهديهم. يعني: يثبتهم على الهدى {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} وقد ذكرناه {وَيُدْخِلُهُمُ الجنة} في الآخرة {عَرَّفَهَا لَهُمْ} يعني: هداهم الله تعالى إلى منازلهم.
وروى أبو المتوكل الناجي. عن أبي سعيد الخدري. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا أُذِنَ لأهل الجَنَّةِ فِي دخولهَا لأَحَدهم أَهْدَى أي: أعرف بِمَنْزِلِهِ في الجَنَّةِ. من منزله الَّذِي كَانَ فِي الدُّنَّيَا» وعن ابن مسعود. أنه قال: ما أشبههم إلاَّ أهل الجمعة. حين انصرفوا من جمعتهم.
يعني: إن كل واحد منهم. يهتدي إلى منزله.
وقال الزجاج في قوله: {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} أي: يصلح لهم أمر معايشهم في الدنيا. مع ما يجازيهم في الآخرة.
وهذا كما قال تعالى: {فَقُلْتُ استغفروا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السماء عَلَيْكُمْ مُدْرَارًا} [نوح: 10. 11] الآية.
ويقال: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} أي طيبها لهم.
يقال: طعام معرف أي: مطيب.
ثم حث المؤمنين على الجهاد.
فقال: {لَهُمْ يا أَيُّهَا الذين ءآمنوا إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ} يعني: إن تنصروا دين الله بقتال الكفار. {يَنصُرْكُمُ} بالغلبة على أعدائكم {وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ} فلا تزو ل في الحرب.
ثم قال تعالى: {والذين كَفَرُواْ عَرَّفَهَا لَهُمْ} يعني: بعدًا. ونكسًا. وخيبة لهم.
وهو من قولك: تعست أي: عثرت. وسقطت. {وَأَضَلَّ أعمالهم} يعني: أبطل ثواب حسناتهم. فلم يقبلها منهم.
ثم بيّن المعنى الذي أبطل به حسناتهم. فقال: {ذلك} يعني: ذلك الإبطال {بِأَنَّهُمْ كَرِهواْ مَا أَنزَلَ الله} يعني: أنكروا. وكرهوا الإيمان بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
{فَأَحْبَطَ أعمالهم} يعني: ثواب أعمالهم.
ثم خوّفهم ليعتبروا فقال عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الأرض} يعني: أفلم يسافروا في الأرض {فَيَنظُرُواْ} يعني: فيعتبروا {كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ} يعني: كيف كان آخر أمرهم.
{دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ} يعني: أهلكهم الله تعالى بالعذاب {وللكافرين أمثالها} يعني: للكافرين من هذه الأمة أمثالها من العذاب. وهذا وعيد لكفار قريش.
ثم قال: {ذلك} يعني: النصرة التي ذكر في قوله: {يا أيها الذين ءآمنوا إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] {ذَلِكَ بِأَنَّ الله مولى الذين} يعني: إن الله تبارك وتعالى ناصر أولياءه بالغلبة على أعدائهم. {وَأَنَّ الكافرين لاَ مولى لَهُمْ} يعني: لا ناصر. ولا ولي لهم. لا تنصرهم الهتهم. ولا تمنعهم مما نزل بهم من العذاب.
ثم ذكر مستقر المؤمنين. ومستقر الكافرين. فقال: {إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين ءآمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} وقد ذكرناه. {والذين كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ} يعني: يعيشون بما أعطوا في الدنيا. {وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنعام} ليس لهم هَمٌّ إِلاَّ الأكل. والشرب. والجماع. {والنار مَثْوًى لَّهُمْ} أي: منزلًا. ومستقرا لهم.
قوله تعالى: {وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ} يعني: وكم من قرية فيما مضى.
يعني: أهل قرية {هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً} يعني: أشد منعة. وأكثر عددًا. وأكثر أموالًا. {مّن قَرْيَتِكَ التي أَخْرَجَتْكَ} يعني: أهل مكة الذين أخرجوك من مكة إلى المدينة. {أهلكناهم} يعني: عذبناهم عند التكذيب {فَلاَ ناصر لَهُمْ} يعني: لم يكن لهم مانع مما نزل بهم من العذاب. وهذا تخويف لأهل مكة.
قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ} قال مقاتل والكلبي: يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم وأبا جهل بن هشام يعني: لا يكون حال من كان على بيان من الله تعالى. كمن حسن له قبح عمله.
{واتبعوا أَهواءهُمْ} بعبادة الأوثان.
ويقال: هذا في جميع المسلمين. وجميع الكافرين.
لا يكون حال الكفار. مثل حال المؤمنين في الثواب.
قوله تعالى: {مَّثَلُ الجنة} يعني: صفة الجنة {التى وُعِدَ المتقون} الذين يتقون الشرك. والفواحش. {فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ} قرأ ابن كثير: {مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ} بغير مد.
والباقون: بالمد. ومعناهما واحد.
يعني: ماء غير منتن. ولا متغير الطعم والريح.
{وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} إلى الحموضة كما يتغير لبن أهل الدنيا من الحالة الأولى.
{وأنهار مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ للشاربين} يعني: لذيذة.
ويقال: {لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ولا يُنزِفُونَ} [الواقعة: 19].
{وأنهار مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} ليس فيها العكر. ولا الكدرة. ولا الدردي. كعسل أهل الدنيا.
قال مقاتل: هذه الأنهار الأربعة تتفجر من الكوثر. إلى أهل الجنة.
ويقال: من تحت شجرة طوبى إلى أهل الجنة.
{ولهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثمرات} يعني: من ألوان الثمرات {وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ} لذنوبهم في الآخرة.
ويقال: في الدنيا.
{كَمَنْ هو خالد في النار} يعني: هل يكون حال من هو في هذه النعم. كمن هو في النار أبدًا.
{وَسُقُواْ مَاء حَمِيمًا} أي: حارًا قد انتهى حره {فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} من شدة الحر. فذابت أمعاؤهم. كقوله تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ والجلود} [الحج: 20].
ثم قال: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} يعني: من المنافقين من يستمع إليك {حتى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قالواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ العلم مَاذَا قال ءانِفًا} وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة. وعاب في خطبته المنافقين. فلما خرجوا من عنده. قال بعض المنافقين لعبد الله بن مسعود. وهو الذي أوتي العلم.
ماذا قال آنفًا؟ يعني: الساعة. على جهة الاستهزاء.
قال الله تعالى: {أولئِكَ الذين طَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ} مجازاة لهم {واتبعوا أَهواءهُمْ} يعني: عملوا بهوى أنفسهم.
ثم ذكر المؤمنين. المصدقين. فقال: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى} يعني: آمنوا بالله تعالى. وأحسنوا الاستماع إلى ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {زَادَهُمْ هُدًى} يعني: زادهم الله بصيرة في دينهم. وتصديقًا لنبيهم.
ويقال: زادهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدى.
ويقال: زادهم قول المنافقين واستهزاؤهم.
{هُدًى} يعني: تصديقًا. وثباتًا على الإسلام. وشكر الله تعالى.
{والذين اهتدوا} حين بيّن لهم التقوى.
ويقال: ألهمهم قبو ل الناسخ. وترك المنسوخ.
قوله تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ الساعة} أي: ما ينتظر قومك إلا قيام الساعة.
يعني: فما ينتظر قومك إن لم يؤمنوا إلا الساعة {أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} يعني: فجأة {فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا} يعني: علاماتها. وهو انشقاق القمر. والدخان. وخروج النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى مكحول عن حذيفة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فقال: «مَا المَسْؤُو ل عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ولكن لَهَا أَشْرَاطٌ: تَقَارُبُ الأَسْوَاقِ يعني: كَسَادَهَا وَمَطَرٌ ولا نَبَاتَ يعني: مطر في غَيْرِ حِينِهِ. وَتَفْشُوالْفِتْنَةُ. وَتَظْهَرُ أولادُ البَغْيَةِ. وَيَعْظُمُ رَبُّ المَالِ. وَتَعْلُوأصْواتُ الفَسَقَةِ فِي الْمَسِاجِدِ. وَيَظْهَرُ أهْلُ الْمُنْكَرِ عَلَى أهْلِ الْحَقِّ».
ثم قال: {فأنى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} يعني: من أين لهم التوبة. إذا جاءتهم الساعة.
وقال قتادة: فأنى لهم أن يتذكروا أو يتذاكروا إذا جاءتهم الساعة.
وقال مقاتل: فيه تقديم.
يعني: أنى لهم التذكرة. والتوبة عند الساعة إذا جاءتهم. وقد فرطوا فيها.
قوله عز وجل: {فاعلم أَنَّهُ لاَ إله إِلا الله} قال الزجاج: هذه الفاء جواب الجزاء.
ومعناه قد بينا ما يدل على توحيد الله. فاعلم أنه لا إله إلا الله. والنبي صلى الله عليه وسلم قد علم أن الله تعالى واحد.
إنما خاطبه والمراد به أمته.
وقال: هذا الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
ومعناه.
فاثبت على إظهار قول لا إله إلا الله.
يعني: ادع الناس إلى ذلك.
ويقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَيْتَنِي أَعْلَمُ أَيُّ الكَلامِ أَفْضَلُ وَأَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ فَأَعْلَمَهُ الله تعالى. أنَّ أَفْضَلَ الكَلاَمِ التَّوْحِيدُ. وَأَفْضَلَ الدُّعَاءِ الاسْتِغْفارُ».
ثم قال: {واستغفر لِذَنبِكَ وللْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات} روى الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله. وَأَتُوبُ إلَيْهِ. فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَوأَكْثَرَ».
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنِّي أَسْتَغْفِرُ الله تعالى. وَأَتُوبُ إلَيْهِ. فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ».
وروى عبد الرزاق. عن معمر. عن ابن جريج قال: قيل لعطاء: استغفر للمؤمنين في المكتوبة؟ قال: نعم.
قلت: فمن ابتدىء؟ قال: فبنفسك. كما قال الله تعالى: {واستغفر لِذَنبِكَ وللْمُؤْمِنِينَ والمؤمنات}.
{والله يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} يعني: منتشركم بالنهار. ومأواكم بالليل.
ويقال: ذهابكم. ومجيئكم. اهـ.

.قال الثعلبي:

{الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} أي أبطلها فلم يقبلها. وقال الضحّاك: أبطل كيدهم ومكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعل الديرة عليهم.
{والذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات وَآمنوا بِمَا نُزِّلَ على مُحَمَّدٍ وهو الحق مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} حالهم. وجمعُهُ بالات. قال سفيان الثوري: {وَآمنوا بِمَا نُزِّلَ على مُحَمَّدٍ} لم يخالفوه في شيء. قال ابن عبّاس: {الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ} أهل مكّة.
{والذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات} الأنصار.
{ذَلِكَ بِأَنَّ الذين كَفَرُواْ اتبعوا الباطل} يعني الشيئاطين.
{وَأَنَّ الذين آمنوا اتبعوا الحق مِن رَّبِّهِمْ} يعني القرآن.
{كَذَلِكَ يَضْرِبُ الله لِلنَّاسِ} يبيّن الله للنّاس.
{أَمْثَالَهُمْ} أشكالهم.
{فَإِذَا لَقِيتُمُ الذين كَفَرُواْ} من أهل الحرب.
{فَضَرْبَ} نصب على الإغراء {الرقاب} الأعناق. واحدتها رقبة.
{حتى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ} أي غلبتموهم. وقهرتموهم. وصاروا أسرى في أيديكم.
{فَشُدُّواْ الوثاق} كي لا يفلتوا منكم. فيهربوا.
{فَإِمَّا مَنًّا} عليهم {بَعْدُ} الأسر. بإطلاقكم إيّاهم من غير عوض. ولا فدية.
{وَإِمَّا فِدَاءً} (و) نصبا بإضمار الفعل. مجازه: فإمّا أن تمنّوا عليهم منًّا. وإمّا أن تفادوهم. واختلف العلماء في حكم هذه الآية. فقال قوم: هي منسوخة بقوله: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحرب فَشَرِّدْ بِهِم} [الأنفال: 57]... الآية. وقوله: {فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة: 5]. وإلى هذا القول ذهب قتادة. والضحاك. والسدي. وابن جريج. وهي رواية العوفي. عن ابن عبّاس.
أخبرنا عقيل بن محمّد أنّ أبا الفرج البغدادي أخبرهم. عن محمّد بن جرير. حدّثنا ابن عبد الأعلى. حدّثنا ابن ثور. عن معمر. عن عبد الكريم الجزري. قال: كُتب إلى أبي بكر رضي الله عنه في أسير أُسر. فذكر أنّهم التمسوه بفداء كذا. وكذا. فقال أبو بكر: اقتلوه. لَقتل رجل من المشركين أحبّ إليَّ من كذا. وكذا.